-->

مساحة إعلانية

رواية أراك بقلبي للكاتبة راندا عادل PDF - عالم عشاق الكتب

قصة أراك بقلبي


فصحى.. فتاة كفيفة تتعرض لحادث اختطاف.. ويحررها رائد قوات خاصة.. ولم يعلم بحالتها الا حين حررها.. وبعدها سيكون مطالب باخفائها لأنها مازالت في خطر.. فكيف سيكون التعامل بين الجلف مروان.. وبين وهج النور الكفيفة

يقولون ان الحب اعمي...  
ولكن...  
اذا كان الشخص أعمي..  
وينطق بالحب
 والحياه ...
ولدت كفيفه وحرمت من والدتها...  ليأتيها تعويض رب العالمين..  بوالدها
يريد احضار قطعه من السماء من اجلها...  
وحب ولا الأساطير...  شخص يترك حياته التي أحبها لمجرد ان
سعادته ستكون بين ذراعي " عمياء "
وحين تستنكر ما هو حق لها في الحياه...  يُسخر الله لها من يتحدث عن
أبسط حقوقها في الحياه...  كالحب والحياه بطبيعيه مثل
باقي البنات...

**************************************

الفصل الأول

" ابنتي اُخْتفطت سيد رأفت "
هذا ما قاله الرجل عندما ذهب الي مجمع الامن الوطني... وهتف بكل الموجودين... بدون خوف من الاشخاص المُسلحه الموجوده.. وكأنه اصبح
لا يخاف ولا يهاب أحداً ... فقط يريد ابنته...
استقام احد الجالسين من مكانه متوجهاً اليه... وما كان سوي اللواء " رأفت "
توجه الي الواقف يكاد يفقد حياته لمجرد سماع اختطاف ابنته...
" سيد كمال... رجاءاً اهدأ... سنفعل المستحيل لعودتها.. "
" أهدأ !!!! "
هتف بها كمال بإستنكار... واكمل وهو يتحرك كالأسد المجروح أمامهم..
" تخبرني أن أهدأ؟!! ... أخبرك انا ان ابنتي تم اختطافها وتقول لي اهدأ "
سكت لحظات واكمل...
" هل لو كانت ابنتك كنت ستهدأ حينها؟!! ام كنت ستقيم الأرض فوقها وتحتها
حتي تعثروا عليها.. "
نظر له رأفت بعجز... كلامه أوجعه... ويقدر حالته جيداً ...فهذا الشخص الذي
أمامه... قدم لجهاز الامن معلومات خطيره بالفعل عن مافيا غسيل أموال
بداخل البلاد... وصفقات مشبوهه تضر بالامن الوطني.. وخاطر بحياته
لتوصيل هذه المعلومات... ولكن كان ينقصهم اخر الخطوات التنفيذيه للقبض
عليهم متلبسين... حتي لا يكون هناك مخرج ولو ثغره بسيطه لهم يستغلوه
ليخرجوا من القضيه...
اقترب منه وهو يربت علي كتفه...
" رجاء اهدأ سيد كمال... وعداً مني شخصياً ان ابنتك خلال ثمانية واربعون
ساعه ستكون في امان... "
لم يعد يقوي علي الوقوف... فجلس علي أقرب كرسي بجوار الطاوله
المستديره الموضوعه بالغرفه ... فخبر اختطافها دمره... شلّ حركاته..
ودمر مخطاطته التي كان ينفذها مع جهاز الامن للقبض علي هؤلاء الاوغاد
الذين يستغلون بلاده وارض بلاده ويعيثون فيها وبها فساداً ...
تكلم بصوت يملؤها الاسي والحزن علي فقدان ابنته التي لا يعلم
هل سيراها مره اخري ام لا... وهل سيؤذوها بحالتها هذه أم لا..
" سيد رأفت... ابنتي عاجزه.. لا تقوي علي فعل شيئاً بمفردها
لا تعرف ان تمشي بمفردها خارج البيت... ولا تأكل بمفردها اذا أكلت بمكان
غريب عن البيت... " سكت لحظه واكمل بصوت اكثر اختناقاً ...
" ابنتي عمياء سيد رأفت "
حينها لم يتمالك نفسه ... دفن رأسه بين كفيه وهو يجهش بالبكاء... وهو
يتخيلها فريسه لرجال لا يعرفون الرحمه... يتخيلها ملقاء بأركان إحدي الغرف
العفنه مثلهم ... ممزقة الملابس... يا الله... يا له من شعور مؤلم...
استقام واقفاً ... ينظر لهم بقوه بعد لحظات انهياره... ينظر لهم نظرة
من باع القضيه ولم يعد يفرق معه شئ.. دار بنظره علي الجميع امامه..
حتي استقر نظره علي اللواء " رأفت " ...هتف بقوه ..
" ان لم تعود ابنتي... فسأبيع القضيه لأصحابها... لم يعد يهمني شيئاً ...
سآخذ جميع الاوراق... وجميع المعلومات التي سلمتها لكم... والتي لم
أسلمها بعد... وسأذهب اليهم بنفسي... حتي ولو لم أعود... حتي
ولو سيكلفني هذا حياتي... فقط اطمئن عليها.. "
حينها توجه اليه رأفت مقلصاً الخطوات بينهم.. يحاول ثنيه عن ما يريد فعله
" اهدأ سيد كمال ارجوك .. صدقني لو فعلت هذا لن تعود لا انت ولا ابنتك
وحينها هم من سيتمرغون في نعيم هذه البلد بعد ما يحدث ما يخططوا له "
هو يعلم هذا جيدا... ولكنه بالفعل لديه استعداد لفعل اي شيء لتعود ابنته
جلس مره اخري... يعلم انه سينتظر تصرفهم... وانه سيثق بهم... هو فقط
منهار وغير مصدق لعدم وجود ابنته ببيته...
ولم يخيب رأفت ظنه... عندما نطق بكل طمأنه...
" سيد كمال... اسمعني ارجوك... سنستمر علي الخطه الموضوعه... وكأن
شيئاً لم يكن... وبالنسبه لإبنتك سنحدد مكانها عند طريق المكالمه التي
ستأتيك... وسنحدد مكانها بالأقمار الصناعيه... والجهاز الأمني سيعين لك
أكفأ ضابط في جهاز القوات الخاصه... ووعداً منا خلال يومين او اقل ستكون
ابنتك بأمان "
لن يطمئن قبل ان يراها أمامه ليس بها خدش واحد... ولكن مضطر للانصياع
اليهم... فهو بالتأكيد كفء لمثل هذه المسائل
أمسك رأفت سماعة الهاتف الموضوع علي المكتب... ورفعها لأذنه .. وقال بصوته الآمر...
" إستدعي لي الرائد مروان من جهاز القوات الخاصه "
واغلق الخط دون اعطاء الفرصه للطرف الاخر للكلام... فهذا هو النظام..
التنفيذ بدون نقاش...
******
الأستاذ كمال... احدي المدراء التنفيذين لسلسة شركات من اهم الشركات
المساهمه في اقتصاد البلاد ولها عدة اختصاصات... استيراد وتصدير
... بناء... مواد غذائيه.. مقاولات واستصلاح اراضي... حتي مجالات
التجميل والترفيه... من اختصاصها ايضاً ... فهم يمتلكون اكبر مجمع صحي
وسبا " للعنايه بالجسم والتدليك " ... ولكن وبالصدفه البحته... وقع
تحت يد كمال اوراق غريبه.. بها ارقام متسلسله بتسلسل غريب
وجميعها مرفقة بملف خاص بالحسابات... لم يسلمه للادارة واحتفظ به
لشكه الذي تولد بمجرد قراءة مثل هذه الاوراق...
بالفعل... كان شكه في محله فهذه الاوراق... كانت لحسابات بنكيه بالخارج
وجميعها بمبالغ خياليه... صادره ووارده... وهذا معناه شيئا واحد..
هناك غسيل اموال يحدث!!!! ...
بدأ بحثه وراء شكه... وبالفعل استطاع الحصول علي اوراق غايه في
الخطوره تهدد الامن الداخلي للبلاد وخاصة انه لاحظ وجود اسماء أجنبيه
اذاً فهي جريمه علي المستوي الدولي... لذلك ...
حسم قراره بإتخاذ اللازم مع ضميره ومصلحة بلده... توجهه الي جهاز الامن
الوطني... وطلب مقابلة أحد المسؤلين.. وتم اللقاء بينه وبين ضابط برتبة
عقيد... وعندها عرض عليه بعض من اطراف المشكله... احس وقتها ان
المشكله اكبر مما يتضح... حينها تم ابلاغ اللواء المسؤل عن مثل هذه
الجرائم... وبالفعل تم اللقاء بينه وبينه اللواء " رأفت " الذي ثني علي
شجاعته التي لم تعد موجوده عند كثير من الناس حالياً ..
وتم تشكيل لجنه استماع ومراقبه وتنفيذ من عدد من المسؤلين داخل جهاز
الامن ... واجتمعوا بالاستاذ كمال... وبدأوا في وضع خطتهم... وكان من
جانبه سيقوم باحضار او تصوير الاوراق التي تثبت ادانتهم بالفعل...
مع التخطيط الامني انه سيتم القبض عليهم في حالة تلبس في احدي العمليات
التي سيقومون بها ... ولكن هذا لم يحدث...
لقد ادركوا ان هناك من يسرب معلومات خطيره للأمن... ومع زيادة المراقبه
علي اشخاص بعينهم قادرين علي الاطلاع علي جميع اوراق الشركه بحكم
مهنتهم داخل الشركه... استطاعوا التعرف علي هوية هذا الشخص الخائن في نظرهم ... وتم وضعه تحت المراقبه...
عمله في الشركه مراقب.. حياته خارج الشركه مراقبه... حتي تسللوا لداخل بيته
عن طريق احد العاملين به...
فبحكم حياته بمفرده.. فقط لديه ابنه.. وكفيفه.. فاقده لبصرها.. ولذلك عين
عدد من العاملين في البيت ليساعدوها... فقاموا بإستغلال أحدهم للدخول
للمنزل... وقاموا بإختطاف الفتاه ... ليقوموا بالضغط علي والدها حتي
يرجع عن مساعدته للجهات الامنيه... وقاموا بوضع الفتاه بأحد المخازن علي
الطريق الصحراوي... وجعلوها تحدث والدها بالهاتف ...مكالمتها قضت علي
ما بقي من قوته .....
ذهب من فوره لجهاز الامن وطلب مقابلة اللواء " رأفت " وبالفعل خلال دقائق
قليلة كانت مثل السنوات علي كمال... حضر اللواء " رأفت" ومعه عدد من
قيادات الجهاز... واجتمعوا بالسيد كمال... والذي هاج وانهار امامهم لخبر
اختطاف ابنته حتي وصل به الحال للتهديد بانهاء كل شيئ في سبيل رجوع
ابنته.. قاموا بتهدئته وتعين أكفأ رجال القوات الخاصة... الرائد..
" مروان الشيمي " الملقب ب " العقرب " .. ابن اللواء....
" عبدا الله الشيمي " رحمه الله.. كان
من اكفأ رجال الداخليه من سنوات قليله مضت.. قبل استشهاده
في عمليه خطيره كان يقود حينها رجاله..
...مروان .. ذات
الثلاثون عاماً ... غير متزوج... ويعيش مع والدته ..
******
حضر الرائد " مروان " لقاعة الاجتماعات التي وجد بها اللواء " رأفت ومن معه
وبحضور السيد " كمال " والد الفتاه المخطوفه..
دخل مروان... والقي التحيه العسكريه علي القيادات الموجوده.. جلس مروان
علي أحد الكراسي الموضوعه حول الطاوله..
واعطوه فكره عن المشكله التي بها الفتاه وفكره اخري عن ماهية المشكله
التي بها والدها.. ولم يتم ذكر انها كفيفه وكان هذا عن غير قصد..
وكأن المعلومه غير مهمه.. والأهم إنقاذها سواء كفيفه او لا
*********
خرج والدها من مقر الجهاز.. يدعي انه اطمأن ولكنه بالفعل يكاد يموت قهراً
علي ابنته... ذهب لبيته وأحضر صوره واضحه لابنته.. وذهب مره اخري
للمقر.. وجلس في نفس الغرفه التي كان بها قبلاً ... واعطاها لهم...
ونظر مروان سريعاً في الملف الذي تم إعداده للفتاه.. ودار
بعينه به ...ولكن ولسوء حظه ربما... او حسنه.. لا نعلم... ان عينيه أغفلت
أهم معلومه بالملف... وهي كونها " عمياء " ...
جلسوا منتظرين هاتف كمال يرن... وبالفعل بعد ساعه تقريبا او اكتر...
صدح صوت الهاتف
الذي كان موصولاً ... بأحدث أجهزة التنصت والتتبع.. موصلاً بأحد
الأقمار الصناعيه المراقِبه ... وبالفعل مع بداية المكالمه تم تحديد
مكان الهدف والذي كان أحد الأماكن بالطريق الصحراوي...
ومن فوره... تحرك مروان مع عدد من القوات ... وفوراً توجهوا لمكان
الهدف ... كان بصحبه اربعه من الظباط المساعدين له برتبة نقيب ..
وعدد من العساكر الذين وصل عددهم لعشرون عسكري... ركبوا
إحدي العربات المصفحه والمجهزه لمثل هذه العمليات ... وتوجهوا
الي المكان الهدف.. وصلوا.. وصفوا السياره بعيده نسبياً عن المكان
... والتفوا حول مروان الذي بدأ بتوزيع أوامره وخطته عليهم..
" نقيب رقم 1 ومعه أربع عساكر "
" نقيب رقم 2 ومعه أربع عساكر "
" نقيب رقم 3 ومعه أربع من العساكر "
" نقيب رقم 4 ومعه أربع عساكر أخري "
" وأنا معي الأربعه الباقيين.. التزموا أماكنكم.. سأدخل أولاً ..وغطوا
ظهري.. اذا حدث تبادل اطلاق للنيران... بالنسبه للجميع... أرواحكم غاليه..
فلا تجازفوا رجاءاً ..والان... سأدخل انا من الوراء... وسأحاول الوصول
الي الهدف.. وان حدث اشتباك ستعرفون بالتأكيد من اصوات ضرب النار..
حينها تتدخلون.. مسؤليتنا احضار الهدف والحفاظ علي حياته..وحياتكم أيضاً "
القي الجميع التحيه العسكريه للرائد " مروان " .. وتوجه الجميع لمكانه..
تقدم مروان لخلف المبني... بعض خطوات تفحصيه.. حتي وجد مدخل
صغير يستطيع عبوره ليكون بالداخل... دخل وهو موجه سلاحه.. الي الامام
في حالة تأهب.. خطوتين الي الداخل وهو موازي جسده للحائط ويتحرك
بخطوات متمهله مدروسه ومحترفه.

الفصل الثاني

كان المكان عباره عن مخزن قديم...
مكون من طابقين ... استطاع ان يري اثنين من الرجال مسلحين... نظره الي
الجانب الاخر... وجد ممر خالي من الحراس.. قرر التوجه اليه...
بخطوات مسرعه ولكنها هادئه في وقعها حتي لا يلفت الانتباه
وصل للممر... واختبأ وراء أحد الأعمده العريضة... وجال بنظره حتي لاحظ
وجود غرفه في الممر المقابل... ومفتوحه.. وامام الغرفه وجد حارسين ضخام
الجسم... ونظره مره اخري لداخل الغرفه... وجد فتاه جالسه ومقيده بأحد
الكراسي.. ولا حظ انها غير مغمضة العينين... اي غير معصوبة العينين
" كيف تكونوا محترفين.. وغير معصبين لعينيها.. فهكذا ستتعرف علي
ملامحكم ايها الأغبياء .. " كان هذا حديثه مع نفسه...
استدار ليداري نفسه مره اخري ... وقام بإخراج القطعه الخاصه بكاتم الصوت
من حامل السلاح المعلق بخاصره.. وقام بتركيبه بسلاحه.. ووجهه للحارسين
الواقفين أمام الغرفه التي بها الفتاه.. طلقه لرأس الاول.. وقع صريعاً ..
وقبل ان ينطق الاخر.. كانت الطلقه الاخري موجهه لرأس الاخر.. وتوجه
مسرعاً لداخل الغرفه قبل مجيئ باقي الحراس.. دخل للغرفه وجدها
بنصف الغرفه ومقيده... اخرج من جيب صغير ببدلته العسكريه اداه تشبه
السلاح الابيض...
وتوجه لوثاقها... وبلحظه كان يقطعه من جميع الأطراف ولكنه توقف لحظات
ينظر لها... عندما سمع صوتها.. تسأله..
" من أنت؟!! وماذا تفعل؟!! "
لحظه اخري.. وهو يراها لا تبكي... من بموقفها سينهار.. ولكنه موقن انها تداعي هذا... لحظه اخري وعاد لعمله.. وهو يفك وثاقها.. ورد دون ان ينظر لها..
" لا تخافي.. سأرجعك لوالدك.. "
" حقاً "
خرجت كلمتها متفاجئه وكأنها غير مصدقه انها ستكون مع والدها مره
أخري.... ولكنه أجابها بفظاظه...
" وهل ظننتي.. اني هنا لألعب "
كان قد انتهي من فك وثاقها ... استقام واقفاً ... وهو يجذبها من مرفقها
ويخبأها لتكون وراؤه ويكون هو كدرع حماية لها...
تشبثت ببدلته من الوراء... وهي تتحرك متلعثمة الخطوات.. غير مدركه
لمكان خطواتها... عندما تحرك خارج الغرفه... كان باقي الحراس علموا
باقتحامه للمكان.. تبادلوا اطلاق النيران.. ..وبالتأكيد تدّخل رجاله.. وعلت
أصوات النيرات أكثر وأكثر.. مما جعلها تصرخ وهي تلتصق بظهره..
صارخه به..
" ماذا يحدث؟!!!!! "
" أريد أبي "
اما هو فكان يتحرك برشاقه غير طبيعيه... غير عابئ بأسئلتها.. ولكنه مقيد
بعض الشئ أثر تمسكها به...
هتف من بين أسنانه.. وهو مازال علي تحركه ...
" حسناً .. من الأحسن ان تظلي ورائي.. لا أن تقيديني هكذا.. حتي أستطيع
التحرك واقوم بإخراجك من هنا... والذهاب لوالدك بالسلامه.. " ..
قال جميع كلامه.. دون حتي ان يلتفت لها.. فقط كان يتحرك.. من جدار لآخر
حامياً لها وراء ظهره .. اما هي فلولا ظهره.. كانت ستقع مع كل خطوه..
كانت تتبع خطوات وحركات قدميه للامام.. نعم كان هناك بعض التعثر..
ولكن بالطبع لا يقارن ان كانت غير متمسكه به.. ولكنها لا تريد تقيده بالفعل
مدام سيخرجها من هنا... سحبت يدها من قبضتها المتشبثه بملابسه...
ولكنها يمسكت بأطراف أصابعها بملابسه.. حتي لا تكون عبء اكثر عليه..
ابقت يديها بالقرب من ظهره... حتي تقدر علي التعرف الي اي اتجاه
سيذهب.. كل هذا ودوي تبادل النيران حولهم.. وأصوات التأوه ووقوع
الأجسام علي الأرض تكاد تستشعر وجوده... وكأنها تراه..
مشي بها.. بعض الخطوات الأخري وهو يسأل نفسه..
" ما بالها ملتصقه بي هكذا.. وتتلعم مع خطواتها ... تكاد تذكرني بالطفل
الذي لا يستطيع المشي " ..
ها هو يقترب من المدخل الخلفي الذي دخل منه... خطوه ... والثانيه.. و..
قطع طريقهم أحد هؤلاء الحراس الضخام.. وجه قبضه لجانب وجه مروان..
مما جعله يترنح قليلاً . وهي كانت قد فقدت قبضة اصابعها الصغيره
الممسكه بأطراف ملابسه .. مما جعلها تجلس القرفصاء علي الأرض مكانها
تغمض عينيها بقوه ورفعت كفيها.. تصم بها أذنيها.. صارخه بأعلي صوتها
لا تعرف الي اتجاه تتحرك.. والذي كانت وراؤه.. هل سيموت.. وستكون
بقبضهم مره أخري.. وحتماً هذه المره لن تري والدها.. مره أخري..
أما هو.. فكان يتشابك بالأيدي مع الحارس الذي وجه إحدي القبضات ليده
الممسكه بالسلاح.. مما جعله يسقط من يديه مبتعداً عنه بعض الخطوات..
فتشابكا بالأيدي.. وجه مروان قبضه قويه لجانب عين الرجل.. مما جعله
يرجع للوراء خطوه.. ولكن الحارس تقدم من مروان مره أخري.. موجهاً
إحدي القبضات التي صدها مروان بإحترافيه تامه. ومال مروان بجذعه
للأسفل... ساحباً من جيب بدلته الأداه الحاده التي إستخدمها لفك وثاق
الفتاه من قبل... وقام بغرسها بفخذ الحارس الذي يهاجمه... وعندما تأكد
من غرسها كلها جيداً بلحمه... قام بلويها.. مما جعل الحارس يصرخ من الألم..
وهو يسقط علي ركبتيه علي الأرض.. مما أتاح الفرصة لمروان.. ان يقوم
بلف جسده برشاقه عدة لفات حتي وصل للسلاح الذي سقط من يده قبلاً
وبلحظه كانت هناك طلقه تخترق رأس الحارس...
سقط جسد الحارس علي الارض.. رأسه سقط بجوار الفتاه... مما جعلها تنتفض صارخه اكثر مما كانت تصرخ قبلا... لتخيلها ما يحدث حولها.. وما هو صوت الارتطام الذي حدث بجوارها...
استقام مروان واقفاً متوجهاً للتي تصرخ مما أثار أعصابه.. وجعله مشتت وهو
يتشاجر مع الحارس... وصل اليها... وسحب مرفقها... أوقفها ...
هاتفاً بها...
" أسكتي... كفي عن الصراخ كالأطفال.. المهمه إنتهت وانت بأمان "
استدار ليعطيها ظهره... وهو يمد ذراعه لتبقي وراؤه مره أخري تحسباً لأي
غدر من قبل الحراس اذا كان منهم احدا مازال علي قيد الحياه.. مما جعلها
تتشبث بملابسه من الوراء مره أخري كما كانت قبلاً ...
وصل بها... الي المدخل الذي دخل منه... وخطي بها الي الخارج...
حينها.. مد يده وسحب يدها الممسكه بملابسه... وهو يهتف بها بغيظ
من تشبثها به كالأطفال...
" حسناً والان... تستطيعين المشي بمفردك.. فأنتي بأمان الآن... "
قال جملته وهو يستدير عنها مبتعداً ..ليصل الي عربة جنوده..
وهي من وراؤه.. تهتف به...
" أنت إنتظر... "
سكتت لا تتحمل عجزها.. ابتلعت ريقها بوجع.. واكملت...
" انتظر... فأنا لا أستطيع المشي بمفردي "
" لماذا... هل أنتِ طفله؟!!! "
قالها بتهكم وهو يلتفت لها بحنك وغيظ منها... ولكنه وقف مصدوماً عندما
رآها... تتعثر بخطواتها... تأثراً بالرمال... وتمد ذراعيها أمامها وكأنها
تتحسس الطريق... عض علي شفتيه... وخنجر من الوجع يخترق صدره...
ومراره تعلو حلقه... وهو يدرك حقيقة أنها.... " عمياء " ...
سحبته من الآمه لتزيد ألامه اكثر وأكثر ... عندما قالت...
" لا لست طفله... وانما عمياء "
تحرك ...قاطعاً المسافه بينهم... في خطوتين اليها.. اقترب بجسده وهو يقرأ
الألم والعجز علي ملامحها... فإزدادت ألامه ووجعه من أجلها وزاد غضب من
نفسه لفظاظته معها... مد يده يمسك بساعدها الممدود... هاتفاً
بأسف...
" أنا آسف... أرجوكِ أعذريني.. انا لم أكن أعلم... اعتذر..
أنا آسف.. لم.. "
ولكنها أوقفت ... سيل اعتذاراته لتعودها علي مثل هذا الموقف ..
" رجاءاً كفي اعتذار... فقط اريد الذهاب لأبي.. لو أمكن تساعدني "
قالت كلماتها بنبره تشوبها الألم والإحساس بالعجز.. كانت قد بدأت تتحرك
للأمام.. وهو واقف يحاول استيعاب الصدمه التي زلزلت كيانه..
استدار ليلحق بالخطوه التي ابتعدتها.. وصل اليها... مد يده يمسك بساعدها
الممدود للأمام...
وتوجه بها الي السياره التي كان قد تجمع بها رجاله بعد
الانتهاء من المهمه... ولا حظ نظرات رجاله الفضوليه التي ينظرون بها
الي الفتاه التي بيده.... أشار لهم دون كلام بتوضوح انها عمياء... واشاره
اخري علي فمه.. معنها... بدون تعليقات... أدخلها الي العربه واجلسها
بأحد الكراسي وتوجه وجلس هو الاخر.. وتحرك احد رجاله وجلس بمقعد
السائق..
وبدأت العربه المصفحه بالتحرك بعد ان قام رجاله بتمشيط المكان والتأكد من
عدم وجود احداً مازال علي قيد الحياه...
بعدما قطعت السياره مسافه لا بأس بها خارجه من الطريق الصحراوي..
صدح صوت اللاسلكي الخاص بتواصلهم مع القياده داخل مقر الجهاز..
أمسكه مروان... وبدأ بالتحدث...
" تمام يا فندم.. إبدا الاشاره "
سمع الجميع صوت الرجل علي الطرف الاخر.. والذي لم يكن سوي..
اللواء " رأفت " ..
" مروان... اسمعني جيدا.. لا تعود بالفتاه.. مازالت بخطر.. قم بإخفائها
بأي مكان لا يعلمه سوي انت... وابقي معها.. واجعل رجالك تعود لمقر
الجهاز... البنت حياتها أمانه برقبتك سيادة الرائد "
لا يعلم ما هذه الورطه... سيعمل حارس شخصي علي آخر الزمان.. ولكنه
تكلم بما يناقض حديثه مع نفسه..
" عُلِم و يُنَفذ يا فندم " ...
ولكن اخرجه من كل هذا الحديث صوتها المرتعب... وهي تهتف بخوف
" أبي... أريد أبي... رجاءاً خذني اليه.. "
حديثها هذا... سمعه رأفت عبر اللاسلكي الموضوع بيد مروان ...
فتحدث رأفت موجهاً الحديث اليها...
" إسمعيني يا ابنتي.. والدك بخير ومعنا وتحت حمايتنا.. لن نسمح بأذيته
بأي شكل.. فقط اطمئني وتعاوني مع الرائد مروان حتي يستطيع حمايتك
والحفاظ عليكِ ... وبالنسبه لوالدك... سأجعلك تتحدثي اليه حتي تطمئني "
كانت دموعها تذرف بغذاره... وهي تمد يدها في محاولات واهيه للاستناده
ولكنها ليست الاستناده خوفا من السقوط.. وانما تبحث بمحاولات واهيه عن مصدر امانها الوحيد.... والدها...
كان مروان ينظر اليها... وكم احتقر نفسه علي فظاظته معها وان القوه التي كانت عليها دا الغرفه التي كانت بها وهي مقيده .. ما كانت سوي قشره واهيه .. وسقطت القشره بمجرد احتياجها لوالدها ... نظر لها مره اخري ..
يري تخبطها ومحاولاتها الواهيه بيدها... فخطر علي باله فكره ... بلحظه... اقترب منها..
ومد يده بجهاز اللاسلكي ... ممسكا أحدي كفيها... وواضعاً الجهاز به
وتكلم بصوت دافئ..
" امسكي هذا... وتحدثي من خلاله الي والدك... سيسمعك وتسمعيه..
وعندما تريدين الرد علي كلامه... إضغطي علي هذا الزر الجانبي وتحدثي "
قال اخر كلماته وهو يشير بأصابعها الممسكه بالجهاز حتي تدرك مكانه
رجع مكانه مره اخري.. وهو يلتقط أنظار رجاله الفضوليه... نعم هو لم يكن
بهذا اللطف مع احد من قبل.. فمن حقهم نظرة الفضول هذه.. ولكنه
زجرهم بنظره.. معناها.. كلٌ بحاله..
اخرجه من متابعة نظرات رجاله.. علي صوت الجهاز الذي بيد المرتعبه أمامه ..
" ابنتي "
" بابا "
خرجت منها بلوعة... غير قادره علي التماسك.. دموعها بدأت بالانهمار علي وجهها.. نظر اليها.. وسأل حاله... " هل تبكي لعدم رؤية والدها... أم هو سبب في دموعها هذه " ..
" حبيبتي... لا تخافي... فقط اتبعي أوامر اللواء رأفت كما أخبرك ان تبقي
بحراسة الرائد مروان.. ليس لوقت كبير حبيبتي... أعدك بهذا..
سأبذل قصاري جهدي حتي أراكي قريباً .. فقط لا تخافي ولا تبكي رجاءاً ..
من أجلي حبيبتي.. حتي أطمئن عليكِ "
" بابا أرجوك سأتي اليك وضعني بأي مكان قريبه منك حتي اكون بجوارك..
ارجوك بابا... انا لا اعرف احدا.. "
" حبيبتي... ارجوك... تماسكي من اجلي.. الرائد مروان أكفأ ضابط..
وكفيل بالحفاظ علي حياتك بدون أذي.. معي انا ستشتتيني... وسأكون
في خوف دائم عليكِ ... معه سأكون مطمئن أكثر.. "
" حسناً بابا... فقط من أجلك ... لكن رجاءاً ... انتهي من هذا سريعاً
حبيبي.. أريد العوده اليك.. "
كان هذا الحديث الدائر بين كمال وابنته... علي مرأي ومسمع الرائد مروان
وفرقته... وبالرغم من الوجع المنبعث من الحديث... الا ان نظرات الفضول
والترقب لم ترحم مروان... لمعرفتهم بطباع قائدهم الشاب..
لن ينكر مروان ان حديثها هذا أوجعه كثيراً ...وخاصةً مع ظروفها هذه..
وجدها تنهي كلامها مع والدها.. اقترب منها وهو يأخذ اللاسلكي من
يدها بهدوء... فأحست به... فتركته لها... وهو قريب منها... صوت نشيجها
المتألم... ودموعها المتراصه علي خديها... أوجوعوه لدرجة أنه تمني ان يهون
عليها بأي طريقه... حتي ولو مد أصابعه الغليظه... ومسح قطرات دموعها
العالقة فوق خديها.. والمتدليه من رموشها...
نهر نفسه علي هذا التفكير.. ورجع مكانه... وعندما جلس... وجه كلامه
للعسكري الذي يقود العربه..
" أوصلنا لبيتي.. " .

الفصل الثالث

سكت ووجه كلامه لآخر..
" وانت.. أمامك أقل من نصف ساعه لتأتيني بسيارتي من أمام مقر الجهاز "
كان يريد اكمال الحديث.. ولكنه توقف...
عندما وجدها تهتف بغضب صارخه ...
" ماذا.. ماذا.. اي بيت ؟!! ... وبيت من؟!! .. انا لن أذهب لبيت أحد "
صدحت بعض الضحكات المكتومه من بعض الجنود حولها ...وحينها لاقوا
نظرات مروات الغاضبه المحذره لهم... وتوجه بالحديث للمرتعبه
أمامه.. وتحدث اليها بهدوء يتمني ان تنتهي المهمه هذه سريعاً ..
" إهدئي يا آنسه... سنذهب لبيتي.. ووالدتي موجوده... فقط سأحضر بعض الملابس لي ... وبعض الأغراض.. حينما يحضرون سيارتي.. وبعدها سنتوجه
الي مكان آخر... رجاءا ليس هناك سبب لغضبك هذا "
سكتت حينها... وهي تدعوا لوالدها ان يسدد خطاه فيما يفعله.. وايضاً
خائفه للغايه.. فهي لا تعرف أين سيأخذها هذا المروان الفظ.. لا تعلم..
لا تعلم شيئاً ....
وصلت به العربه المصفحه الي بيته... وساعدها علي النزول.. دخل بها
الي البيت.. بيت من طابق واحد وله حديقه صغيره .. دخل بها مروراً بهذه
الحديقه ... واثناء مرورهم هذا سألته...
" هناك خضره حولنا... أليس كذالك؟! "
نظر لها بدهشه... كيف عرفت هذا... ولكنه بالطبع لم يسأل.. فأجاب..
" نعم... هذه حديقة منزلنا "
لم تعلق وسارت معه وبدون كلام تركته يوجهها لمكان الدخول...
أخرج مفاتيحه وأدخله في الباب.. فتح الباب ... ولكنه لم يدخلها.. خطي خطوتين لداخل المنزل.. لينادي علي والدته...
" أمي ... أمي "
جاءت والدته علي صوته... وهي تستغرب وجوده بهذا الشكل..
" مروان... حبيبي. ماذا هناك "
ابتسم لامه وهو يقترب منها... أمسك بيدها يقبلها بحنان.. وتكلم بصوت هادئ..
" أمي هناك ضيفه معي... "
ردت امه وهي لا تعلم طبيعة هذه الضيفه.. وثم منذ متي وهو يأتي بضيوف
للمنزل.. وأيضاً فتاه... بالتأكيد ابني انحرف... كان هذا حديثها مع نفسها
ولكنه قاطعه وهو يترك يد امه... وذهب لباب البيت وخطي خطوه للخارج
وبعدها دخل ساحباً الفتاه من ساِعدها... وهي مدت ذراعها الحر للامام
كأنها تتحسس طريقها... حينها وضعت امه كفها علي فمها تداري تعاطفها مع
الفتاه... ولكن تداركت حالها عندما لاقت من ابنها نظره مؤنبه.. سارت الي
الفتاه.. وامسكت بيدها الاخري.. وهي تتحدث مرحبه بها...
" أهلا بكِ يا ابنتي.. نورت بيتنا "
سكتت تنظر لابنها بعتب.. وقالت ...
" وانت يا مروان تتركها خارج المنزل "
همّ مروان ليتحدث ولكن الفتاه قاطعته... حينما تحدثت هي...
" اهلاً بك... ولكنه لم يخطئ.. كان عليه استئذانك قبلاً ... او علي
الاقل.. اطلاعك بوجود احدهم... لا تعتبي عليه ارجوكِ .. فهو فعل ما
يقتضيه الأصول والذوق... "
نظر لها متعجباً ... تدافع عنه... وهو من كان فظاً معها... حسناً مروان فهذا
هو طبعك.. لا جديد..
ظرت اليها أمه بعطف.. لقد احبت الفتاه .. وجهتها لكرسي موضوع
بالصاله... واجلستها.. وهمت للتتحدث.. قاطعها مروان محدثاً امه..
" أمي.. أبقي بجوارها.. سأبدل ملابسي... وسأجمع بعض أغراضي.
وبعدها سنغادر... "
سألته أمه بإستفسار..
" ستغادرون الي اين؟!! ولماذا ستأخذ أغراض لك؟!! هل ستغيب؟!! "
" مهلاً أمي.. كل هذه اسئله... انا في مهمه رسميه.. والان اتركيني
أجهز حالي.. حتي يأتون بسيارتي.. "
سكت ووجه كلامه للفتاه ...
" انتظريني هنا... لن أتاخر "
أومأت له دون ان تنطق... ولكنه وبخ نفسه داخلياً ... يقول لها انتظريني...
وهل ستهرب هي.. وبحالتها هذه..
صعد لغرفته وبدل ملابسه.. وجمع بعض من اغراضه.. وأحضر ما هو اهم من
الاغراض... " مفتاح " ... ونزل... وجد العسكري قد احضر السياره له
ومعها شنطه... وعندما سأله لمن.... اجابه انها تخص الفتاه.. كان قد
جهزها والدها عندما علم انها ستتغيب لفتره...
اخذ الحقيبه... واستأذن والدته في المغادره وطلب منها الدعاء له وهو يميل
يقبل جبينها .. .. ولكنها دعت له وللفتاه... التي دخلت قلبها...
ساعد الفتاه علي ركوب السياره.. وفتح الباب الخلفي ووضع حقيبته و حقيبتها.. وصعد لمكانه ليتحرك بالسياره... بسرعه الي حد ما مقبوله
سألته بحذر..
" الي اين سنذهب.. ؟!! "
رد بدون ان ينظر لها..
" الي مكان آمن... لا تخافي "
لم تعلق.. فهي لا تعرفه ولا تعرف الي اين سيأخذها... كم كرهت عجزها في هذه اللحظات... وهي من تحدت عجزها.. واكملت دراستها ولم تتخاذل
ابدا.. ولم تترك عجزها يؤخرها عن طموحها ابداً ...ولن تنكر فضل والدها
وسعيه لاسعادها بكل مجهود يذكر..
استسلمت لإرهاقها.. واسندت رأسها للباب من جانبها... وراحت بثبات عميق
فما مرت به خلال اليوم الماضي كان مرهق لها للغاية..
حينما تحرك بها من امام منزله... وهو لا يعلم في ماذا يتكلم... ولا وكيف
يشغلها عن طول الطريق... ولا كيف سيتجاذب معها الحوار... فهو ليس من
عاداته الحديث اللطيف مع احد... كل حياته... هو عمله وامه... حتي
اصدقائه ليس له اصدقاء خارج العمل... بل ليس له حياه خارج عمله.. عمله
هو ما اكسبه الاسلوب الفظ هذا... فكل تعاملاته مع المجرمين الخطرين..
فكيف له اسلوب اللين... والكلام اللطيف...
عندما سألته عن وجهتهم... كان يتمني ان يطول الحديث ليلهيها .. ولكنه
وجد نفسه يرد بأبسط الكلمات... وبعدها استسلمت لنومها..
نظر لها.. وجدها فتاه... تتسم ملامحها بالبراءه ... حجمها صغير..
بالكاد في تحليله لم تتم العشرون عاماً ... شعرها اسود.. قصير بطول
رقبتها.. سأل نفسه سؤال أدهشه... " كيف تتعايش مع عجزها هذا "
تعجب من نفسه كثيراً علي تحليله هذا .. ماله ومال ملامحها وحجمها
ولا شعرها الاسود الناعم الذي تتطاير خصلاته حوله وجهها من اثر الرياح
مثيراً حولها هاله من التوهج...
امسك مقود السياره امامه بقوه وهو يركز بصره علي الطريق امامه.. موبخاً
نفسه بشده علي تفكيره العقيم هذا... منذ متي وهو يفكر هكذا ؟!!
بل.. متي فكر هكذا قبلاً ؟!! .. لا يتذكر انه كان بحياته فتاه.. يحبها
.. ولا يتذكر انه انجذب لفتاه قبلاً من الاساس.. كانت حياته هي عمله
.. من الجائز طبيعة عمله المخيفه.. والتي لا تضمن من سيحيا ومن سيموت
هي ما جعلته لا يفكر بارتباطه بفتاه ... يكفي وجع والدته الذي ستحياه
لو حدث له مكروه...
وصل لوجهتهم... وما كان سوي شاليه بمدينه ساحليه... يمتلكه هو..
ويطل علي البحر مباشره.. من داخله تستطيع سماع تراطم الامواج ببعضها
البعض ..
يريدها ان تستيقظ... ماذا يفعل هو الآن؟!! ... اقترب منها بهدوء.. ونادي
وهو علي بعد منها...
" يا آنسه... "
لم تستيقظ... حتي اسمها لا يذكره... قرأه بملفها قبل الهجوم... ولكنه لا يتذكره....
زفر بضيق.. ما هذه المهمه السوداء يا الله. !!! ... نظر لها مره أخري..
ومد يده.. وبإصبع واحد.. ضرب بخفوت علي كتفها الذي يقربه...
" يا آنسه... "
لم تستيقظ.. نظر لوجهها.. وجد خصلاتها الطائره استقرت علي وجهها بعدما
استقر الهواء بعد توقف السياره... هل لو عدل لها خصلاتها واستيقظت
وشعرت بيده قريبه من وجهها وشعرها... سيكون هناك شيئاً؟!! .. بالتأكيد
سيكون... وحينها من الممكن ان تصرخ او تحط بيديها علي وجهك يا مروان
سحبه من افكاره... عندما وجها تتململ في كرسيها... حمد الله انها
ستستيقظ من نفسها ولن يضطر الي تنفيذ ما جال بخاطره... سحقاً
عليها وعلي ضعفها الذي يذلذل كيانه...
بسرعه نادي بنفاذ صبر... بصوت عالي نسبياً .. حتي يحكم خطته..
وتصدق انه يحاول معها منذ وقت..
" يا آنسه... من فضلك استيقظي.. "
سمعت صوته... فتحركت معتدله بمكانها.. ويديها تجول علي فستانها... تعدله... وتكلمت باستغراب..
" ماذا هناك ... انا مستيقظه.. ؟!! "
" مستيقظة !!! هذا واضح بالفعل... منذ دقائق وانا أحاول ايقاظك وانتي
بسابع نومه ...ولم تتحركي... ولم يكن هناك نيه للحراك اساساً "
ردت بغيظ منه...
" حسناً ... اسكت الان... والان استيقظت... وليس هناك داعي لتذمرك هذا "
سكتت وهي تلف وجهها توجه اذنها للخارج.. تحاول ان تستشعر المكان..
" والآن آين نحن... هناك بحر اليس كذلك؟!! "
نظر لها بدهشة... لثاني مره تعرف ما حولها دون ان يخبرها... ولكنه كتم
دهشته داخله... واجابها...
" نعم هناك بحر .... هذا المكان ملكي... فلا تخافي.. المكان آمن تماماً ..
ولن يخطر علي بال احد وجودك هنا... "
أومأت له.. وتوجهت بجسدها للباب.. فتحته وانزلت قدميها... وحين احست
بالرمال.. مدت يدها... وخلعت صندلها... مسكته بيدها... ومرغت قدميها
وأصابعها بالرمال...
في هذه اللحظه كان مروان قد تحرك من مكانه ونزل
حتي يوجهها للمكان ولا تتعثر... ولكنه وقف مفتوناً بما تفعله هي..
اخرجت قدميها من صندلها ... ومرغت قدميها في الرمال.. وتحرك أصابع
قدميها الصغيره مستمتعه بحركة حبات الرمال بينهما... وأنّات من
النشوه تخرج من بين شفتيها... مستمتعه بملمس الرمال... نظر لوجهها
المستمتع والسعيد تأثرا بما يحسه... هل للرمال هذا الأثر بالفعل
وهو من كان يفهم الرمال غلط .. ؟!!! هل تسبب الرمال مثل هذه السعاده
المرسومه علي ملامحها؟!! ... فاق من تحليله للمعادله التي تربط السعاده
بالرمال... وهتف لينبهها ..
" نتحرك الآن؟!! "

الفصل الرابع

فاقت من استمتاعها الذي قطعه هذا الوغد ... الفظ ... وكأن الدنيا ستنقلب
ان تركها تستمتع بالرمال لحظات أخري..
ردت كاتمه غيظها منه..
" حسناً.. "
مدت يدها اليمني تستند بها لجانب الباب.. حينها مد مروان يده يمسك يدها
ليساعدها علي التحرك.. فقاطعت حركته ..
" انا لا أري... ولست مشلوله... فقط وجهني لما هو أمامي.. ولك جزيل الشكر.. "
حينها ادرك انها ترد له خذلانه لها .. عندما تركها بمفردها بعد ما انقذها..
ولكنه بالفعل لم يكن يدرك حقيقة انها عمياء.. وعليها ان تصدقه..
وحتي لو لم تصدقه... هي حره... سيخبرها.. وان ارادت تصديقه
فحسناً .. وان لم ترد فهي حره .....
كانت قد استقامت واقفه تستعد للمشي .... بدأ يتكلم اليها موجهاً لها
تحركاتها...
" خطوتين الي الامام "
تحركت ومشت خطوتين بالفعل... وسمعته يكمل كلامه..
" انتظري لأفتح الباب.. "
سبق خطوتها بخطوه واخرج المفتاح الذي أخذه سابقاً من بيته.. وفتح الباب
واستدار لها.. واكمل موجهاً لها..
" خطوه الي الامام .. و ستجدين مدخل البيت .. "
مشت خطوه.. وحينها رفعت يدها تحسست الباب.. وخطت خطوه للداخل
واخبرها..
" لحظه واحده.. سأحضر الحقائب وأغلق الباب.. "
تحرك من فوره للخارج ليحضر الحقائب كما أخبرها.. أما هي.. فوقفت..
تتخيل اللوحه التي ترسمها بخيالها ولكنها بالطبع تجهل الوانها.. ولكنها تدرك
شكلها... فهي متخيله البحر.. كما كان يصفه لها والدها.. والأشجار كما
أخذها من يدها بصغرها.. وجعلها تتحسس جذع شجره وحين رآها تتبع الجذع
لأعلي.. حملها علي كتفه.. وجعلها تتبع فروع هذه الشجره.. حتي وصلت
لأطرافها.. وكانت تقف تتحسس الاوراق حتي تتخيل شكلها بداخل رأسها..
فاقت من ذكرياتها علي صوت الباب يغلق.. وصوت مروان يتبعه..
" هيا بنا "
تحركت خطوه وسمعته يتحدث..
" خطوتين وامامك درجتين سُلُم... فانتبهي "
تحركت كيفما قال... وتحسست بقدميها درجة السلم الاولي.. وصعدت ..
وتحسست الدرجة الثانيه وصعدت ولكنها تعثرت قدميها الاخري وكادت تسقط
الا ان هناك ما كان يجذبها لتستقيم قبل سقوطها هاتفاً منبهاً لها..
" انتبهي.. "
وجدت نفسها تسقط أمامها.. ولكنها وجدت ذراع قويه ... لالالا صلبه..
بالتأكيد ما أسندها هو ذراع صلب... يا الهي... اهو بهذه القوه ... اهي
برفقة هذا الرجل القوي؟!! هذا ذراع فقط.. وما شكل باقي جسده..
زفرت بضيق لما آلت اليه آفكارها... استعادت رباطة جأشها.. واستقامت معتدله.. وهتف بخفوت...
" شكرا لك.. "
نظر لها.. ووجد الحمره تعلو خديها.. بالتأكيد محرجه منه.. رد بهدوء..
" لا داعي للشكر هذا واجبي.. "
ساعدها في باقي خطواتها المتبقيه لباب المنزل.. فتح الباب.. ودخل هو
قبلها ووضع الحقائب بالارض.. وتوجه اليها مره اخري.. ساعدها علي تخطي
خطوتين لداخل المنزل...
وبعد دخولهما... طلبت منه التحدث الي والدها... ولكنه يعلم ان الاتصال بهم
سيكون خطر عليها... ولذلك حسم امره واتصل علي الهاتف الخاص باللواء "رأفت " واخبره انها تود الحديث الي والدها.. وبالفعل كان والدها مازال
بمقر القياده مما جعل الوصول اليه سهل... تحدث اليها.. وطمأنها.. واطمأنت عليه... واخبرها انه مطمئن لوجودها مع مروان.. وان عليها
ان تثق بها.. لانه الوحيد القادر علي حمايتها حالياً ..
انتهت من مكالمتها مع والدها ووقفت لا تعرف ماذا تفعل.. ولا اين تذهب..
فالواقف بجوارها سيكون
داعمها وسندها في الايام القادمه.. ولا تعرف كيف ستتعامل معه..
حسناً .. ولا كيف سيتعامل هو معها...
وقف هو الاخر... ايجلسها.. ام يدخلها لغرفتها.. فهتف بإستفسار..
" بالتأكيد متعبه... اتفضلين الراحه بغرفتك ؟!! "
" غرفتي؟!!! "
هتفت باستغراب.. فرد بتجاوب..
" نعم.. غرفتك.. الشاليه به غرفتي نوم... وستنامين بإحداهم.. "
" هل لي ان اطلب منك طلب؟!! "
استغرب... ماذا تريد.. وقال..
" بالطبع.. تفضلي.. "
ردت بنبره تحاول جعلها متزنه الي حد ما... فوحودها مع غريب... بحالتها
هذه... وكأنه يعريها ..
" هل من الممكن ان تختار لي غرفه ليس بها اثاث كتير "
لا يفهم وجهة نظرها... ولا سبب طلبها هذا.. فلم يمنع استفساره..
" هل لي ان اعرف لماذا؟!! "
اجابته بهدوء وحاولت ان توضح سببها بدون نبرة العجز داخلها.. وخاصة
أمامه هو..
" حتي أستطيع التحرك فيها بمفردي دون أن اتعثر "
شتم حاله بخفوت... يا له من غبي بالفعل.. لو يستطيع تشغيل تفكيره
قليلاً .. لن يحتاج لإحراجها كل وقت والاخر..
وجدها تبتسم وكأن ليس بها شئ... وتطلب منه..
" هل من الممكن أن تصف لي المكان.. "
فهم هذه المره ولم يحتاج لتكرار غباؤه... فاخذ بيدها... واجلسها علي
اريكه صغيره... في اتجاه يديها اليمني... وتحدث..
" ما أجلستك عليه هذا... أريكه صغيره تسعي لفردين... وبجوراها بنفس الا
تجاه.. الأريكه الكبيره... وبإتجاه يديك اليسري... كرسيين بجوار بعضهما.. اذاً فأنتي في المنتصف ... "
ابتسمت له وقالت بفرحه وكأنها فهمت المعادله الرياضيه لفيثاغورث..
" حسناً فهمت... وماذا أيضاً .. "
شبح ابتسامه ظهرت علي جانب فمه.. تأثراً ببهجتها.. وقال..
" حسناً .. وفي الاتجاه الاخر... اتجاه يديك اليسري.. مكان وقفتك منذ
لحظات.. كان ورائك الباب الرئيسي للشاليه .. وبنفس اتجاه يدك اليسري..
هناك غرفتين نوم رئيسيه.. واحده منهم بها حمامها الخاص.. وهذه ستكون
غرفتك... والتي بجوارها.. ستكون غرفتي... وبجانب غرفتي... طرقة
طولها نسبياً مترين.. وبها الحمام الاكبر والمطبخ... وبجوار هذه الطرقه
شرفه كبيره بطول وعرض الجدار... التي هي اصبحت باتجاه يدك اليسري من
مكانك هنا... هذه الشرفه مطله علي البحر مباشرةً ... "
سكت حينما وجد علامات التركيز باديه علي وجهها.. فهتف يريد فرحتها..
" تريدين الوقوف بها ؟!! "
أومأت له... وكأنه قرأ حاجتها ورغبتها..
أمسك مرفقها.. وقامت من مجلسها مستجيبه لحركة يده... قادها.. ومر بها
من بين الكراسي... وهي تتحرك متحسسه الكراسي والجدار.. تتعرف علي
المكان بطريقتها.....
وصل بها لباب الشرفه.. ترك يدها... وقام بفتحها بحجمها الكبير هذا.. حينها
التفت لها... ولكنه وقف مبهوتاً لما يظهر عليها من لحظات استمتاع خاصة..
وجدها مغمضة عينيها... وملامحها سعيده... وبابتسامه مشرقة تزين فمها
الصغير ... ومرجعه لرأسها للوراء قليلاً ... وفاتحه ذراعيها قليلاً بجانبها
وكأنها تستقبل الهواء ونسيم البحر بالأحضان.. ابتسم لإبتسامتها... نظر
للبحر... ونظر اليها ثانيهً ... ما الممتع فيما تحسه ويجعلها سعيده بهذا
الشكل؟!! ...
تركها تستمتع بوقتها... ووقف يراقبها... وما ادهشه انه كان مستمتع
برؤيتها... وبمراقبتها ... أعطاها كل الوقت الذي تحتاجه..
وبعد وقت لا يعلم كم مر.... او كيف مر وهو مازال علي وقفته واستمتاعه برؤيتها... فاق من شروده علي صوتها الناعم... وهي تقول...
" من فضلك.. هل يمكنك أخذي لغرفتي؟؟ "
أجابها...
" بالتأكيد "
وتحرك من فوره... وقف بجوارها ولم يقدم علي مسك ذراعها... عندما
وجدها تتحسس طريقها وتستند بيديها علي ما حولها... حتي تتعرف علي
الطريق بمفردها ... كانت قد وصلت لمنتصف الصاله حتي انتهي وجود
الكراسي تحت يديها... فأمسك بمرفقها... يوجهها لغرفتها... فتح الباب
وأدخلها أولاً ... دخلت تتحسس المكان حولها.... ودخل ورائها
واضعاً حقيبتها علي الارض.. ووقف.. ينظر لها .. يراقبها.. وهي
تتعرف علي المكان... تتبعت الجدار حتي وصلت للدولاب.. وشرفه بالغرفه..
وتحتها كان يوجد كرسيين... تحسستهم ايضاً ... وسارت بعدها.. متتبعه الجدار
حتي وصلت للسرير... جلست عليه... وحينها.. كان ظهرها له..
جلست مرهقه من ما حدث.. لا تعلم ماذا تخبئ لها الايام.. ولا كيف
ستقضيها.. هنا... مع هذا الذي يقف ورائها... نعم تعلم انه يقف ورائها ..
تكاد تسمع صوت انفاسه.. تدرك تماما وجوده... لذلك قررت الرحمه به..
وعدم اطالة وقفته هكذا...
" شكراً لك... أتعبتك معي... "
قالت ما قالت وهي مطأطأه لرأسها... تعلم انها ستعتمد عليه كثيراً الفتره
القادمه... وتدرك انها ستكون عبئاً عليه... وهو لا ذنب له... أينعم.. هو
ينفذ مهمه كُلف بها ... ولكن بالفعل.. ليس مجبر علي تحملها بوضعهر
هذا ...
تحرك من فوره حينما سمع شكرها له... واقترب منها... لا يعلم ماذا بها..
وماذا دار بخلدها... جعلها بهذا الحزن... ولكنه لن يضغط عليها..
" هل تحتاجين مساعدتي في شئ؟! .. هل اساعدك في فض
حقيبة ملابسك؟!! "
احست به امامها.. ويسألها مساعدته لها.. جاء ليزيد الطين بله..
ابتسمت بسخريه بداخله... ولكنها رسمت ابتسامة امتنان له.. وقالت
بتهذيب...
" شكراً لك سيادة الرائد... لقد اتعبتك معي بالفعل... لو احتجت لشئ
سأبلغك فوراً ... تستطيع ان ترتاح قليلاً ... فانت بالتأكيد متعب "
علم انها تصرفه بتهذيب... ولذلك قرر ترك المساحه لها..
" حسناً ... ستجديني بالخارج ان احتجتي لشئ "
أومأت له.. وخرج... لا يعلم... لا يعلم ابدا... ما سر هذه الفتاه..
جميله ومشعه... ومتفائله... وتبتسم للحياه رغم ظروفها ..
كل هذا وهي بظروفها هذه... لا يعلم ما هذه الورطه التي هو بها
... وصل للشرفه الواسعه بالصاله ... المطله علي البحر...
وقف مستنداً بكتفه علي جانب الشرفه... وكتف ذراعيه أمام صدره..
داعبت وجهه نسمات البحر الآتيه اليه.. من الجائز انها أتت تسأل عن صاحبتها التي تعرفت عليها منذ قليل... ابتسم من نفسه مخاطباً حاله
" وأصبحت شاعراً سيادة الرائد " ... ابتسم لموقف آخر متذكراً استمتاعها
بالهواء... وبوقفتها بالشرفه... النف بنصف جدعه ولف رأسه للوراء متطلعاً
للغرفه المغلقه... تنهد وأعاد بنظره مره أخري للبحر مخاطباً اياه..
" كيف تستمتع بك وبهوائك هكذا وهي لا تراك؟!! .. " .

استمتع بهذا العمل المتميز وكل جديد مع عالم عشاق الكتب مسرح الحصريات
متنسوش تنضموا لينا فى جروب عالم عشاق الكتب
للحصول على أحدث الكتب والروايات الحصرية أنصحكم بالإشتراك فى جروب عالم عشاق الكتب

التحميل من هنا

عرض التعابير

:)
:(
hihi
:-)
:D
(L)
:-d
;(
;-(
:-k
:P
:o
-_-
8-)
:s
9)
(m)
t8)
:'(
:-?
:-!
(100)
:-#
(...)
(D)
(h)
(y)
(j)
<3